قدامة بن جعفر:
«إذا أردت أن تمدح فعليك بالصفات الأربع الآتية، فاجعلها أساسا لمدحك وهي: العفة والشجاعة والعدل والكرم، وإذا أردت الهجاء فاهج بضدها وإذا أردت الرثاء فما عليك إلا أن ترص هذه وتضع أمامها كان، فإذا أردت الغزل فأكثر فيه من التفجع والهيام والبكاء والدعاء ...
«التفكير والاعتقاد حقيقتان متعارضتان، فالذين يأخذون الأمور بالاعتقاد لا يفكرون، والذين يأخذونها بالتفكير لا يعتقدون، والتفكير صورة من صور الإبداع والعطاء، أما الاعتقاد فأسلوب من أساليب الاستسلام، فالمبدع منتج، أما المعتقد فحكيم».
قرأت هذا النص عام «1955» فصرخت صرخة المطعون: «لا.. لا.. ليس صحيحا» صرختها ثلاثا، ...
السؤال هذا طرح في ثقافتنا منذ قرون، وكان طرحه لاهوتيا أول الأمر، فكان مفترق طرق بين الاتجاهات المختلفة وكون جسرا إلى (التفلسف) إن لم نقل (الفلسفة) وكان قانون التطور يفتح له ذراعيه منذ (شريعة حمورابي) فهي خطوة البداية البدائية لتقنين السلوك البشري.
ولا يحتاج من يحاول ...
تلفت حيث اعتدت أن أراه متربعا على كرسيه في الباب العالي: «يختال ضاحكا من البشر» فعاد بصري «وهو حسير». ترى إلى أين ذهب؟ هكذا سألت نفسي، وما السبب في هذا الاختفاء مثل قمر في ليالي المحاق.
كان كل من هب ودب وكره وحب يلهب حنجرته ببيت ...
هكذا عنون أدونيس ما كتبه عن تجربة النفري.
وأنا أستعيره للكتابة عن الشاعر المبدع جاسم الصحيح، لأنه عنوان يتلاقيان فيه، لأن ما يفجؤك في التجربة هو ما أسميه: (لقاء المنفى).
لم أدر أيهما أشقى على عمري.. منفاي في الأرض أم منفاي في ذاتي؟
هذا التيه بين شقاءين ...
«يقول الخيال:
وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى إلى قول قوم: أنت بالغيب عالم
ألا أيها السيف الذي ليس مغمدا ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم...»
ويقول التاريخ:
«ثم دخلت سنة «351هـ» فيها كان دخول الروم ...
كن بعيدا عن الظن بأن هذا العنوان يحتوي على معنى البداية التي لا بد- غالبا- من أن تكون متعثرة، كلا.. إنه يعني لثغة الشاعر الذي لا يزال ثملا بدهشة الطفولة، ولذا فهو يحاول أن يعيد اللغة نفسها إلى لثغتها الأولى قبل أن يسلبها التكرار بكارتها. ...
كل تلك الأسس التي عددها المقال السابق والتي قام عليها مفهوم الأقلية والأكثرية مشى عليها التطور بقدميه، حين شبت الطفولة البشرية عن الطوق، وراح الوعي يشحذ نفسه ويراجع المفاهيم التي غرستها فيه عهود الظلام والخرافة، فحلت القوة التي تحمي الفرد في الدولة لا في القبيلة ...